الجمعة، 11 مارس 2011

اعتراف

اعترف أنى لم يكن يخطر ببالي أن تتدحرج الأنظمة العربية حتى تصل إلى قاع الهاوية السحيقة من عدم التوازن والترنح حتى تسقط وتتفكك بهذه السهولة , وتغرق سفينة التسلط والقمع وتهرب الفئران وتتبرأ ممن كانوا يمسكون الدفة ويقودوا الركب نحو الأفق الرحيب , تتملكني الدهشة كلما أدركت يقيناً آن قوة الحاكم وقهر السلطان لم يكن إلا كما كان سيدنا سليمان يتكئ على عصاه وهو ميتاً تخشاه قياصرة الجن وظل متكئاً على عصاه حتى أكلت "الأرضة" عصاه فسقط وعلم الجن بعد ذلك بموته ..عجبا عجاب !
كان الشباب صاحب القوة الناعمة هم من اسقط العصا وتساقطت مملكة النظم الظالمة وتهاوت بحناجر الشعب الغاضب الذي كان زئيراً ارق منام الحكومات التي ظننا أنها لن تنتهي وخلف كل قيصر يموت قيصر جديد ...ولكن آن لنا أن نحلم بعالم سعيد عالم لا يخاف بطش فردٍ اوجماعة مهما كثر عددهم وطال سلطانهم .

اعترف اننى كنت في غاية السعادة والفرح عندما رأيت النور الخافت الذي شق غياهب الليل البهيم وأضاء أرجاء الوطن الشاسع المترامي الذي بدأ يخفق من جديد وأصبحت دماء الشباب تسرى في عروقه بعد أن دب اليأس في أوصاله ورايته رأى العين جثة مسجاة على نعش الحرية لكنه سرعان ما استفاق,وشاهدته  يدفن مشيعيه وينتفض كأنه أسد يزمجر ويسمع الورى من انس وجن .

اعترف بان للحرية ثمن تدفعه الأمة كلها شيباً وشبابا وتمهر بدمائها الأرض حتى ترتوي وتنتج جيلا يتربى على الحرية والقوة في الحق  ومكارم الأخلاق , ولكن الخوف كل الخوف من أن تسلب مكاسب هؤلاء الثوار  وتجير  لحساب الطامعين والحادبين على ركوب موجة الشعب والاستفادة من عدم الاتزان وتخبط البعض لتجعل من نفسها لسان حال الثورة وسيدها وارتداء أقنعة الكفاح والأبوية الروحية لها.

اعترف باني أخاف أن تتجه البلدان المحررة من طواغيتها أن تجفل نحو مستنقع الفوضى العارمة وترعوى تحت مظلة الانفلات الامنى وعدم الاتزان السياسي والاقتصادي مما يتيح الفرصة لتغول أصحاب المأرب الدنيئة وأصحاب القوة المطلقة مما يحدوا بنا أن نرجع قانون الغاب حيث الغلبة فيه للقوى ولا حديث يعلو فيه غير صوت البندقية مما يجعل من تلك البلدان صومال آخر ونتبع نهج الصوملة بديلا عن الوحدة والديمقراطية التي ظللنا دوما نتغنى بها ونحلم بالعيش تحت ظلالها .

(الوصول للقمة ليس صعبا ولكن المحافظة عليه هو الأصعب)

مقولة اسمعها دائما وهى تصلح أن تكون الحكمة التي نبدأ بها تأسيس موحد لبناء الدول والشعوب فعلينا المحافظة على النجاح الذي حقق ونبدأ في بناء دولة مستقرة  والبعد عن النظرات الضيقة للمذاهب الطائفية كما هو الحال في مصر أو القبلية الحمقاء كماهو في ليبيا وتكون المواطنة على أساس ديمقراطي هو الأصل للتعامل في كل أنحاء الوطن الكبير .

الأربعاء، 2 مارس 2011

تسونامى العالم العربى


كثيرا منا هذه الايام يقف مذهولا امام السقوط السريع والمريع لتلك الاصنام الحاكمة المستحكمة التي ظلت سنينا عددا تطبق  الخناق على المواطن العربي حتى سلبته الارادة وسرقت اجمل ايام عمره وتسللت حتى الى  احلامه البسيطة وطموحاته المتواضعة لتضع الحجرة وتخط العثرة وتكتم الانفاس وتفرض الظلم ديدنها والنفاق سيد اخلاقها وتجمع حولها اباطرة الكذب وزبانية النفاق السياسي الذين صاغوا دولة العهر والخطيئة فانجبت سفاحا الجوع والقهر والبطالة وضيق ذات اليد  والتي كانت نتاجا طبيعيا لرئيس فاسد ومفسد ازكمت رائحته النتنة انوف جموع شعوبنا الصابرة وكان لابد  ان يغتسلوا بمياه بحر لجي لكي يمحوا اثار ما صنعت يداهم من قتل وتدمير وظلم لبنى البشر فابى البحر الا ان يغرقهم كما اغرق من قبلهم فرعون , فكان تسونامى من نوع رائع ثار واقتلعهم من جزورهم فصارا خوا تزروهم الرياح.


 كشفت الايام القلية الماضية عن ضعف وخنوع تلك الاصنام التي تهاوت وتحطمت على هتافات الشعوب الثائرة التي توحدت وتكاتفت وضربت اروع امثلة التمازج والوحدة حيث لم تفرق بمن هو مسلم او مسيحي سنيا كان ام شيعيا كاثوليكيا او ارثودكسيا.
توحد كل العالم العربي فى لحظات اصبحت الحرية نارا اكتوا بها لكي يمشى بنورها ابد الدهر واصبح نشيده الاوحد والاعظم تلك الكلمات الرائعة التي خطها الشابى
(اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر )

ذهب الطغاة الى غير رجعة وانجلى الظلام وانكسر القيد وتنفس الناس الصعداء واصبحوا يفترشون الارض ويلتحفون السماء , التحية والتجلة لشهداء الثورة اطفالا وشبابا ونساء وشيبا الذين خطوا بدمائهم الطاهرة اروع ملاحم البطولة واعظم انواع التضحية ليسطروا تاريخا شهد العالم باسره عن روعته فاصبحوا نجوما تتلالا فى سماء الحرية .









من ينقذ الناس من صحافة النمل والقمل والفئران...!

طبيعة المواطن السودانى عامة هى الادب والحياء واحترام الاخرين وهذا سلوك اتصف به هذا المواطن السودانى البسيط فليس من عاداتنا ولا من تقاليدنا البذاءة  والفجور فى الخصومة مهما كبرت وتعاظمت ولكن خرج علينا هذه الايام من انصاف المتعلمين بل وفاقدى التربية الذين ملئوا الصحف بغث الكلام ارذله مما اصاب القارئ بالغثيان والاستياء  الشديد حيث كتب احدهم والمقصود هنا الهندى عز الدين ومعاذ الله ان اقول عنه صحفى لانه لايرقى ان يكون كذلك فالصحافة مهنة المثقف وسلاح المتعلم اما امثال هؤلاء فلم نستطيع حتى الان ان نجد له مكانا يرعوى تحته, فقد دنس محراب الصحافة وهدم جدران الثقافة واستخدم مفردات لايستعملها الا امثاله حيث اسس مدرسة السقوط الصحفى ممن يبحثون عن الفوضى وجر الناس الى ازقة الحوارى القذرة ومستنقع السباب الفج الذى ينشره فى عموده الذى يلطخ فيه اسم الجلاله بذكره فيه , فقد استنكر القارئ السودانى عبارات  وردت فيه من سباب منحط ادخل فيه جميع انواع الحشرات والفئران بل والخنازير ايضاً فهذه الحيوانات والحشرات لاتصادف الا من يسكن قاع المدينة المتسخ فتكون تلك عباراته وبيئته التى خرج منها فتجد الفئران والقمل والهندى نفسه.

كيف يمكن ان يشتم احدا انساناً بقوله(اغلف اللسان) فذلك القول مردودا عليه بل هو فخرا لمن نسبه اليه ونيشان يضعه على صدره فهو رجل صاحب حضارة وتاريخ وإرث قديم يتقن لغته والعربية فى ان واحد  والمصيبة فيمن لم يتقن لغته العربية ناهيك عن اى لغة اخرى،.
عنصرية حمقاء لم نعهدها فى جاهلنا فكيف من يدعى الثقافة بل هو ابعد منها وأقربب للسخافة فرسولنا الكريم زجر أحد صحابته حيث قال له صلى الله عليه وسلم
(إنك امرى فيك جاهلية ) وأقول أنك الجهل بعينه .
سؤالى المهم والاهم من سمح لهؤلاء الاقزام بالصعود الى سفينة الصحافة بل ومن سمح لهم اصلا بالابحار فى عقل القارئ السودانى وبث السموم وإشاعة ثقافة العنصرية والسباب والشتم البذئ بل من سمح لهؤلاء اللئام بمسك الاقلام والمصيبة الاكبر فى إعتلاهم قمة العمل الصحفى المتمثلة فى رئاسته للتحرير ليتجاوزوا له لوائح العمل الصحفى ليعطوها من لا يمتلك شروط الاهلية بل ابسط مقومات الصحفى ناهيك عن رئاسة التحرير فهل من  أعطى قادر على ان يأخذ..!
يجب ان تكون هنالك وقفة مع أرباب ثقافة السقوط الذين يدمروا ما شيدته الصحافة السودانية  وطمث تاريخ الصحافة بمثل هؤلاء بل من ينقذنا من اصحاب ثقافة الشتم والتجريح والنظرة الشخصية الضيقة..
أنقذونا... من صحافة القمل والنمل والفئران