الجمعة، 13 مايو 2011

رجل كألف






فارس ترجل وشيخ وقور وشاب نشأ فى طاعة الله ورجل أتت إليه كل الدنيا بزخرفها ونعيمها فتركها واختار أصعب الأمور وأيسرها لشباب اليوم ,ترك القصور لكي يعيش في كهوف مظلمة موحشة لنصرة دين الله باع الدنيا بما فيها لملاقاة وجه الله عز وجل واختار رفقة الأحبة محمدا وصحبه.

قصة الشيخ أسامة كفاح يروى وتاريخ ناصع غير منقطع قصة كفاح ضد الظلم ونصرة راية لا اله إلا الله محمدا رسول الله بدأها ضد الروس فى ملاحم منقطعة النظير وإنكار للذات حيث دحر فيالق الروس وأذاقهم مرارة الخسارة ولم يكتفي بذلك بل بذل روحه وماله لنصرة الدين الحنيف فى شتى بقاع الدنيا حيث التحق بكل المجاهدين فى كل مكان فى البوسنة والهرسك وأفغانستان والصومال وهدد عروش أقوى أباطرة العالم الحديث فى أمريكا وغيرها من بلدان التسلط والهيمنة الامبريالية الماسونية فأضجع منامهم وأصبحت كل الإمبراطوريات الحديثة ترتجف من سماع اسمه , رجل كألف بهي الطلعة مشرق الوجه هادئ الطباع تجد السكينة أينما وجد ويدخل فى نفسك الطمأنينة حيثما نظرت إليه رجل تقسم انه من أهل الجنة ونحسبه كذلك.

أظلمت الدنيا وساد الحزن بنبأ استشهاد الشيخ المقاتل أسامة بن لادن رحل عن دنيانا الفانية إلى رحاب الدار الآخرة دار القرار والمستقر بجوار الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ليس الموت هو من أفزعنا لعمري انه كاس وكل بني البشر ذائقيه ولكن فقدت الدنيا كلها رجل كأسامة وقل أن تلد أم مثله .

قال سيف الله المسلول خالد بن الوليد :(( مامن مكان فى جسمي إلا وفيه ضربة سيف او طعنة رمح وأموت كما تموت البعير فلا نامت أعين الجبناء)).لم يمت شيخنا المجاهد الا كما مات الفرسان المجاهدون فى سبيل الله وهو يقاتل حتى اخر رمق من روحه الطاهرة فكانت نبراسا أضاء لمن حوله وأشرقت شمس الحق معطرة سبل الحياة فى سبيل الله .

قصص الشيخ اسامة فى البطولة والصبر على المكاره والجلد لهى كثيرة تكاد لا تحصى ولكن اكثر تلك المواقف التى سمعتها من ذلك الشيخ الافغانى حينما كان يتحدث الى احد المذيعين فى احدى القنوات الاخباربة حيث قال حينما اشتد القتال وحوصر المجاهدون فى احدى المعارك وسئل الشيخ أسامة مانحن فاعلون فأجاب الشيخ بروح العارف بنصر الله قائلا(( لانحزن إن الله معنا )) تلك المقولة الشهيرة التى قالها الرسول (صلى الله عليه وسلم) حينما حاصرهم اليهود وكان برفقته ابابكر الصديق وقالها لصحبه ابوبكر أن لانحزن إن الله معنا لهى التمكين فى الدنيا والاخرة .

رحم الله الشيخ اسامة رحمة واسعة واسكنه الجنة وألحقه بصحبة الرسول الطاهر وأصحابه الكرام وان يلهمنا واله الصبر وان يجعلنا خير خلف لخير سلف وان يكون كل امة الإسلام أسامة وان القلب ليحزن والعين لتدمع وانا على فراقك يا اسامة لمحزونون .

واختم قولى بهذه الابيات للشاعر حين قال :

قالوا علام خرجت قلت لأنـــني .......... حرٌّ سمعت توجع الأحــــرار

وسمعت نوح المسلمات فقمـت كي ....... أفديهم بالنفس والأعمـــــار

ورأيت دمع يتيمة تبكي علـــى .......... فقد الأحبة تحت كل دمــــار

ورأيت أمّاً تحتمي وصغارهــــا .......... في خيمة محروقة بالنــــــار

ورأيت ثكلى فجّعت بوليدهـــا .......... قد مزّقته قذائف الغـــــدار

ورأيت شيخاً قد تحدّب ظهـــره .......... رفع الأكف لواحد قهّـــــار

وبكيت حين رأيت طفلاً خائفــاً .......... عقبيه تدمى لائذاً بفـــــرار

والكل يسأل هل ترى من قومنــا .......... حرٌّ فتي آخذ بالثـــــــار

يا مسلمون ألا تهبوا نصــــرة .......... أوَ تسمعي يا أمة المليـــــار

وقرأت فتوى الله (إلا تنفـــروا) .......... فلتبشروا بالخزي ثم العـــــار

ووعيت قول محمد (فلتنفــــروا .......... يوم النفير) كما رواه بخـــاري

أ وَ بعد هذا هل يطيب العيش فــي .......... هذي اللذائذ أو يقرُّ قــــراري

كلا فإني مسلم بعقيدتـــــي .......... شهمٌ أهب لصيحة استنصـــار

إن عداتنــا .......... لم يمهلوا إخواننا لنهــــــار

ليست هناك تعليقات: