الأربعاء، 25 أبريل 2012

الحب الاول

قالو عنه انه لاينسى ويبقى سجين الذكريات مهما طالت الازمان وتعاقبت السنون وقالوا ان حب امراة اخرى قد تنسيك التى قبلها وقالوا انه لايوجد اصلا الحب الاول فاقول لهؤلاء يوجد الحب اينما تعلق القلب بوليفه واصبح طيفا التصق فى قلوب المحبين  واصبح المحبوب كل الدنيا ماؤها وسماؤها وارضها بطول الدنيا وعرضها وصدقت النوايا وكان الحب مجردا من الانانية وحب الذات وكان خالصا لمن تحب تفرح لفرحه ويقتلك حزنه وتتمنى وجوده بين حنايا قلبك وملئ جفونك وترى وجه محبوبك فى اعين الناس كلهم كانه فى الدنيا كل البشر وان بعدت بينك وبينه الايام تسترق السمع عن اخباره وكلما ذكر اسم الحبيب خرجت الزفرات والاهات وملئت الكون نارا ونرجسا يكتوى بلهيبها من الشوق ويفرح برياحينها عند ذكر الحبيب فتاخذك العواطف لكل مكان كنتم فيه فتتوقف الصور والاخيله فى الامكنة وتصبح قدسية لايشعر بها الا الناسكون المحبون فتكون اقرب الى التصوف والزهد فيما سواها ويصبح بيتها واى مكان تكون هى فيه اقرب الى المحراب وتمر عليه مستصحبا الحبيب حتى اذا مامر طيفها تهديه السلام كما قال الشاعر:

   امر على الديار ديار ليلة   اقبل ذا الجدار وذا الجدار
                                   وماحب الديار شغفن قلبى ولكن حب من سكن الديار
وقال اخر:
فوقفت  انظر خلفها حتى اذا مامر طيفها فاحتضنه احتضانا
                              حتى اذا قالو مجنون  قلت الجنون اول مراحل حبها اتيانا

ترتعش ايادينا وقلوبنا عند اللقاء وتتوقف الساعات وتتلعثم الكلمات ويتجمد الجسد فانت فى حضرة من تحب احساس قل ماوجد فى هذا الزمان ومحظوظ من يعثر على هكذا حبيب وعلى دفء المشاعر الصادقة التى لاتغيرها الايام ولاتمحوها السنين فيظل الحب حبيس القلبين وان فرقت بينهم الاقدار فلايستكين القلب ولاتزرف الدموع الا للحبيب الاول فكل الاشياء الاولى اصل والاخرى وان جاءت نسخ فاصل الاشياء اروعها واعزبها واصدقها وانبلها فاما الحب الثانى فهو محولة يائسة لملء فراغ الحبيب فتكون تعلق اكثر من كونه حب محاولة للنسيان ولكن هيهات ان تفلح وان حاول اى طرف التعود او التاقلم او اى عبارة قد ترضى غرور المحب وقد يتصور انه بهذا قد نسى حبيبه الاول فهذا اشبه بمن يحاول ان يبنى قصرا من الرمال فسرعان ماتزريه الرياح ويعود قابضا الهواء ويعلم كل من احب حبا صادقا ان محاولة النسيان اقرب الى المستحيل بل هو المستحيل نفسه فالدنيا اقصر من ان نوارى احساسينا من اجل الناس فارضاءالناس غاية لاتدرك والايام تجرى كجرى السحب والخاسر الاكبر هما قلوب المحبين الذين تركوا مهجم وذكرياتهم وكل ذلك العشق الكبير واصبحوا يتمشون امام الناس اجسادا بلا روح واصبحوا ممثلين على خشبة مسرح الحياة وحين يسدل الستار يتلاشوا كان لم يكونوا فبالله عليكم هل تسوى الدنيا وما فيها بمن فيها ضياع الحب الاول والاخير .
 

ليست هناك تعليقات: